صراع العصبيات المختلفه السياسيه والمذهبية والمناطقية
يمنات
محمد الفقيه
بسبب غياب هامش الدولة في البلاد نشطت بالآونة الأخيرة صراع العصبيات المختلفه السياسيه والدينية والمذهبية والمناطقية والتي عملت وتعمل جاهده على تنشيط الذاكرة التاريخيه لخدمة صراعها وحروبها مع بعضها البعض لكونها السلاح الفتاك الذي تستخدمه للحفاظ على توهّج روح الانتماء والولاء والوفاء لعصبيتها وهذا ما يسهل أَدلجة الذاكرة وتسخيرها والتلاعب بها لخدمة مصالحها والشد من ازر نسقها العصبوي وكانت النتيجة مزيدا من تصارع الذاكرات لاحداث المزيد من الانغلاق داخل تلك الهويات العصبية الضيّقة التي تضفي على المنتمين لها شعوراً عارماً بالأمن والطمأنينة والقوة بوجودهم داخلها حيث يسعى كلّ نسق إعصبوي لتمثيل نفسه وتلبيس ذاته بقيَمٍ مثالية خدّاعة فقد يلبس منهم لِباس الدّين ويفسر النصوص حسب حاجته وفهمه وقد يلبس لبوس الثقافة والعصرنه فيدّعي صفاء عرقيا مفترضا وقد يلبس لبوس الأخلاق فيدّعي قِيما أخلاقيّة ذاتيّة ليس لها برهان بالوجود ويذهب جميع الاتباع بكل مستوياتهم الثقافيه والعلميه والمعرفيه لتصديقها والدفاع عنها بما يملكون من قوة معرفية وعلمية لا لأنهم يجهلون حدود ومقتضيات العقل والمنطق والشرع وإنّما لأنّهم يجدون أنّ بهذا النسق العصبوي الذي ينتمون اليه يعطيهم ميزة رمزيّة بأفضليّة ستزول عنهم لو أنّهم عملوا بشروط العقل والمنطق والشرع طالما وان مفهوم المواطنة الواحده تحت ظل دولة قوية لا لها وجود بالوقت الحالي.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.